هيئة الطيران المدني.. خمس سنوات من العمل لتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040
منذ انطلاق رؤية عُمان 2040، حرصت هيئة الطيران المدني على ترجمة محاورها إلى خطط وبرامج عملية تُعزّز من تنافسية القطاع واستدامته. وخلال السنوات الخمس الماضية، حققت الهيئة تقدمًا ملموسًا في مجالات التحول الرقمي، وتطوير البنية الأساسية، وتمكين الكفاءات الوطنية، والاستدامة البيئية، مما جعلها واحدة من أبرز المؤسسات الحكومية الداعمة لتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية.
وخلال عام 2025م تحديدًا، واصلت الهيئة هذا الزخم محققة عددًا من الإنجازات النوعية التي عززت مكانة سلطنة عُمان إقليميًا ودوليًا في مجال الطيران المدني.
مواءمة الخطط الاستراتيجية مع الاقتصاد والتنمية المستدامة
تنسجم خطط الهيئة مع محور الاقتصاد المتنوع والمستدام في إطار رؤية عُمان 2040 من خلال تطوير البنية الأساسية للمطارات وتشغيل مشروعات استراتيجية أبرزها المدرج الجنوبي لمطار مسقط الدولي ومطار صحار.
ففي إطار الأمن والسلامة حققت سلطنة عمان نسبة امتثال بلغت 95.95% والمركز الخامس عالميًا والثاني خليجيًا في مؤشر الامتثال للتنفيذ الفعّال لرقابة السلامة الجوية. وفي عام 2025 واصلت نجاحها بتحقيق نسبة امتثال بلغت 94.4% والمركز الثالث على مستوى الشرق الأوسط في البرنامج العالمي للتدقيق على أمن الطيران (USAP-CMA)، وبهذه النتيجة احتلت سلطنة عمان المرتبة الرابعة بين دول مجموعة العشرين في مجال أمن الطيران، والمرتبة الثالثة على مستوى دول الشرق الأوسط في مجال أمن وتسهيلات الطيران المدني.
وفي عام 2025، واصلت الهيئة جهودها في هذا المسار من خلال توقيع 3 اتفاقيات ثنائية و3 مذكرات تفاهم في مجال النقل الجوي مع عدد من دول العالم، ليصل إجمالي اتفاقيات النقل الجوي حتى اليوم 130اتفاقية منها 84 اتفاقية للأجواء المفتوحة.
تعزيز موقع سلطنة عُمان كمركز إقليمي للطيران والخدمات اللوجستية
أسهمت هيئة الطيران المدني في تعزيز موقع سلطنة عُمان كمركز إقليمي رائد في مجال الطيران والخدمات اللوجستية من خلال الانضمام إلى عدد من الاتفاقيات الدولية المهمة مثل اتفاقيتي بكين لعام 2010 والاتفاقية الشاملة مع الاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2025، تم ترشيح رئيس هيئة الطيران المدني رئيسًا للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) في دورتها الـ42، كما نالت سلطنة عُمان "شهادة رئيس المجلس"لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) تقديرًا لجهودها الرائدة في تعزيز سلامة وأمن الطيران.
كما شاركت سلطنة عُمان مؤخرًا بوفد رفيع في أعمال الدورة الـ42 للجمعية العمومية للإيكاو، وهو ما عزّز حضورها الدولي ومكانتها ضمن الدول المؤثرة في صياغة سياسات الطيران العالمية.
القيادة والإدارة الاقتصادية
وعلى الصعيد الإقليمي، انتُخب المدير العام لتنظيم الطيران المدني نائبًا أول لرئيس المجموعة الإقليمية لسلامة الطيران (RASG-MID)، وانتُخب مدير سلامة الملاحة الجوية نائبًا ثانيًا لرئيس المجموعة الإقليمية لتخطيط وتنفيذ الملاحة الجوية (MIDANPIRG)، فيما رُشّح مدير عام تنظيم الطيران المدني نائبًا لرئيس فريق مبادرات تعزيز السلامة الجوية في المنطقة، في تأكيد واضح على تميّز الكفاءات العُمانية في المحافل الدولية.
وتعزز هذه النجاحات رصيد الهيئة من الإنجازات في الأعوام الماضية، حيث ترأست اللجنة الإستراتيجية والسياسات العامة بالمنظمة العربية للطيران المدني، ;كما أثبتت سلطنة عمان مكانتها الدولية من خلال استضافة عدد من المحافل الدولية أبرزها استضافة أسبوع الأمن لمنظمة الإيكاو 2024 والاجتماع الوزاري رفيع المستوى، ما رسّخ حضورها الإقليمي والدولي.
التكامل مع قطاعات السياحة والاقتصاد والخدمات
عملت الهيئة على تعزيز التكامل بين قطاع الطيران وقطاعات السياحة والاقتصاد والخدمات من خلال إطلاق مبادرات نوعية تسهم في ربط الطيران بالتنمية المحلية. ومن أبرز هذه المبادرات تشغيل الرحلات الجوية إلى ولاية مصيرة لدعم الحركة السياحية الداخلية وتنشيط الاقتصاد المحلي، إلى جانب تنفيذ خطة النقل الجوي الوطنية التي ساهمت في تعزيز الربط بين المحافظات والعواصم الإقليمية والعالمية.
كما دعمت الهيئة المشروعات اللوجستية والمناطق الحرة عبر تسهيل إجراءات تراخيص الطيران البرمائي والطائرات بدون طيار (الدرون)، التي نُظمت بلائحة جديدة في عام 2025، مما يوفر بيئة أعمال مرنة وجاذبة للاستثمار في القطاع.
كما شاركت الهيئة بالتعاون مع جميع المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية في تمارين ميدانية مثل “الترس المشترك” لتعزيز جاهزية الطوارئ، وأطلقت دليل أمن وتسهيلات الطيران المدني لتوحيد الإجراءات بين مختلف الجهات.
التحول الرقمي والابتكار في قطاع الطيران
حققت الهيئة نقلة نوعية في مجال التحول الرقمي والابتكار، إذ أصبحت جميع خدمات الأرصاد والملاحة الجوية رقمية بنسبة 100%. وفي عام 2025، أطلقت الهيئة النسخة المطوّرة من الموقع الإلكتروني للأرصاد العُمانية وتطبيقها الذكي، كما نفّذت عددًا من المبادرات الرائدة، منها رقمنة 113 خدمة حكومية، وإطلاق نظام الوثائق والمحفوظات الإلكتروني (EDRMS)، إلى جانب تطوير الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة، مما يسهم في تحسين كفاءة الأداء وتسريع الإجراءات.
كما شاركت في الاجتماع الـ11 للمجموعة التنسيقية للمختبرات الافتراضية لمراكز الامتياز لتطبيقات الأقمار الاصطناعية، ما يعكس ريادتها في توظيف التقنيات الحديثة.
وتبنّت الهيئة مبادرات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لدعم الاستدامة الرقمية وتحسين كفاءة العمليات التشغيلية، إلى جانب حصولها على شهادة أمن المعلومات الآيزو 27001:2013.
بناء القدرات الوطنية وتمكين الكفاءات الشبابية
تولي الهيئة تمكين الشباب العُماني أولوية استراتيجية من خلال برامج التدريب والتأهيل المستمر، بالتعاون مع أكاديمية عُمان للطيران المعتمدة من (EASA) و(CAA) . وقد شهد عام 2024 حضورًا فاعلًا للهيئة على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تم تعيين رئيس هيئة الطيران المدني رئيسًا للجنة الاستراتيجيات والسياسات العامة بالمنظمة العربية للطيران المدني، كما تم تعيين مدير عام الأرصاد الجوية رئيسًا لاتحاد آسيا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (إقليم آسيا). وفي إطار الجهود الوطنية والدولية، تم تعيين مدير دائرة البحوث والتطوير عضوًا في الفريق الوطني التفاوضي لتغير المناخ، ومدير دائرة التنبؤات ونظام الإنذار المبكر عضوًا في مجموعة العمل الدولية الخاصة بأمواج تسونامي في المحيط الهندي وغرب آسيا. كذلك تم انتخاب ممثل الهيئة لحماية البيئة نائبًا للرئيس في المنظمة العربية للطيران المدني، وتعيين خبير الأقمار الاصطناعية رئيسًا لمركز الامتياز الدولي التاسع للأقمار الاصطناعية. كما تولى مدير دائرة النقل الجوي رئاسة لجنة النقل الجوي بالمنظمة العربية للطيران المدني، وانتُخب مدير دائرة سلامة المطارات نائبًا لرئيس مجموعة تخطيط وتنفيذ سلامة المطارات بإقليم الشرق الأوسط (ASPIG)، إضافة إلى تعيين مدير دائرة خدمات المراقبة الجوية نائبًا لرئيس المجموعة الفرعية لإدارة الحركة الجوية للشرق الأوسط.
وفي عام 2025 تم ترشيح رئيس الهيئة رئيسًا للجمعية العمومية لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) في دورتها الثانية والأربعين. وفي إطار دعم حضور الكفاءات الوطنية في المنظمات المتخصصة، تم ترشيح المدير العام لتنظيم الطيران المدني نائبًا أول لرئيس المجموعة الإقليمية لسلامة الطيران في الشرق الأوسط(RASG-MID)، وانتخابه أيضًا نائبًا لرئيس فريق مبادرات تعزيز السلامة الجوية التابع للفريق الإقليمي لسلامة الطيران المدني في الشرق الأوسط. كما تم انتخاب مدير سلامة الملاحة الجوية نائبًا ثانيًا لرئيس المجموعة الإقليمية لتخطيط وتنفيذ الملاحة الجوية في الشرق الأوسط (MIDANPIRG). وعلى صعيد آخر، تم تعيين مساعد طبيب الطيران بالهيئة منسقةً وطنيةً لمنطقة الشرق الأوسط في المجلس
كما فازت الهيئة بجوائز الابتكار في الموارد البشرية وأفضل مؤسسة في إعداد الموظفين الجدد، ومؤخرًا حصلت على المركز الأول على مستوى المؤسسات الحكومية في تطبيق ممارسة حوكمة إدارة التغيير، وهو ما يعكس نجاحها في إعداد قيادات شابة قادرة على قيادة مستقبل قطاع الطيران.
التواصل المجتمعي والإعلامي ورضا المستفيدين
عزّزت الهيئة حضورها الإعلامي من خلال تدشين هويتها البصرية المطورة واعتماد سياستها الإعلامية، كما نظّمت حملات وطنية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، منها الحملة الوطنية للتوعية بمخاطر الأنواء المناخية وأمواج تسونامي في عدد من محافظات سلطنة عمان كان آخرها بمحافظة جنوب الشرقية، بهدف نشر الوعي وتعزيز الجاهزية المجتمعية.
كما أطلقت مبادرات شبابية تفاعلية مثل منصة “آفاق” الرقمية وجلسات حوارية مع الشباب، تأكيدًا على مبدأ المشاركة المجتمعية والابتكار.
وفي عام 2023، نظّمت الهيئة الملتقى السنوي لهواة الطقس، وأصدرت طابعًا بريديًا بمناسبة مرور خمسين عامًا على عضوية سلطنة عمان في منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، كما أصدرت في عام 2023 طابعًا بريديًا بمناسبة ذكرى مرور 50 عامًا على انضمام سلطنة عمان لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، طابعًا بريديًا بمناسبة مرور خمسين عامًا على انضمام سلطنة عمان للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) في عام 2025.
الاستدامة البيئية وتقليل الانبعاثات الكربونية
انطلاقًا من التزام الهيئة بالمعايير الدولية، تم خلال عام 2025 إصدار تشريع وطني لتنفيذ برنامج كورسيا (CORSIA)، إضافة إلى متابعة تنفيذ خطة العمل الوطنية للحد من الانبعاثات في قطاع الطيران المدني الدولي (State Action Plan).
كما شاركت الهيئة في مؤتمر الأطراف COP26 وقدّمت المساهمات المحددة وطنيًا (NDC)، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي في مجال وقود الطيران المستدام والهيدروجين الأخضر.
ومن أبرز المبادرات البيئية خلال السنوات الماضية مشروع مؤشر فيضانات الأودية، واتفاقية إقامة أول محطة هيدروجين ببوابة الطيران بمطار مسقط، والحملة الوطنية للتوعية من الأنواء المناخية والتسونامي.
تطوير بنية المطارات ودعم النمو الاقتصادي
تواصل الهيئة جهودها لتطوير البنية الأساسية عبر تشغيل المدرج الجنوبي لمطار مسقط الدولي، وتحسين تجربة المسافرين من خلال تطبيق بطاقة مؤشر جودة خدمات المطار (ASQ)، إضافة إلى مشروعات تطويرية في مطارات المحافظات.
خلال خمس سنوات من العمل، أثبتت هيئة الطيران المدني أن الاستثمار في الإنسان والتقنية والاستدامة هو الطريق نحو مستقبل أكثر أمانًا وابتكارًا في قطاع الطيران، وهي تواصل اليوم مسيرتها بثقة نحو تحقيق تطلعات رؤية عُمان 2040 في بناء اقتصاد متنوع، وبيئة مستدامة، ومجتمع يعلو بجناحي الكفاءة والمسؤولية.