هيئة الطيران المدني تدشّن طابعًا بريديًا تذكاريًا احتفاءً بمرور 50 عامًا على انضمام سلطنة عُمان للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية

احتفاءً بالذكرى الخمسين لانضمام سلطنة عُمان إلى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، دشّنت هيئة الطيران المدني اليوم الطابع البريدي التذكاري الخاص بهذه المناسبة، حيث وقع عليه كلًا من سعادة المهندس/ نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني والسيد نصر بن بدر بن حمد البوسعيدي رئيس وحدة البريد ببريد عُمان (أسياد إكسبرس)، وذلك خلال اللقاء الإعلامي السنوي للهيئة 2025، والذي أُقيم تحت رعاية معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي، وزير الإعلام.
ويأتي هذا الإصدار التذكاري تأكيدًا على التزام سلطنة عُمان بتعزيز التعاون الدولي في مجالات الأرصاد الجوية والمناخ، وتخليدًا لمسيرة امتدت لنصف قرن، جسّدت خلالها السلطنة حضورًا فاعلًا في المجتمع الدولي المعني بشؤون الطقس والبيئة، وسعت فيها إلى تطوير قدراتها الوطنية في هذا القطاع الحيوي.
ويُجسّد الطابع التذكاري لوحة فنية تمزج بين الماضي والحاضر، حيث تظهر فيه أبرز الأدوات التقليدية المستخدمة في الرصد الجوي مثل جهاز قياس الضغط، والرطوبة، وسرعة الرياح، في إشارة إلى البدايات التي انطلقت منها خدمات الأرصاد الجوية في عُمان، وصولًا إلى ما تحقق من تطور نوعي في البنية الأساسية ونُظم الإنذار المبكر. ويُعد هذا الطابع توثيقًا بصريًا لمسيرة خمسين عامًا من العطاء الوطني والتعاون الدولي في سبيل حماية الأرواح والممتلكات.
وبهذه المناسبة، أكّد سعادة المهندس نايف بن علي العبري، رئيس هيئة الطيران المدني، أن انضمام سلطنة عُمان إلى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في عام 1975 شكّل نقطة تحوّل محورية في مسيرة بناء منظومة وطنية متكاملة للأرصاد الجوية. وذكر سعادته:
"لقد حظي قطاع الطيران المدني بسلطنة عمان باهتمام بالغ خلال مسيرة البناء الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – والتوجهات التي أسداها بشأن دعم وتطوير منظومة الإنذار المبكر وتبني أفضل المنهجيات للحد من آثار الأنواء المناخية، وقد قطعت سلطنة عُمان شوطًا كبيرًا في تطوير خدمات الطقس والإنذار المبكر، وأسهمت خلال العقود الماضية في الارتقاء بمستوى الجاهزية الوطنية لمواجهة المخاطر المناخية، وهو ما نحتفي به اليوم عبر هذا الطابع الذي يخلّد هذه الرحلة الطموحة."
ومن جانبه، قال السيد نصر بن بدر البوسعيدي، رئيس وحدة البريد ببريد عُمان: "يسرنا تدشين هذا الطابع التذكاري احتفاءً بمرور خمسين عامًا على انضمام سلطنة عُمان إلى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وتوثيق هذا التعاون الدولي المهم في مسيرة قطاع الطيران والأرصاد الجوية ودوره الذي انعكس على تحقيق سلطنة عُمان لتطورات مستمرة وكبيرة في خدمات الأرصاد والمناخ، وخدم جهودها للتنمية المستدامة. يبرز الطابع التذكاري ثمار التعاون المؤسسي بين شركات وهيئات القطاع العام لتعزيز التكامل الوطني؛ إذ يترجم الشراكة الوثيقة بين بريد عُمان وهيئة الطيران المدني. ونأمل أن يلهم هذا الطابع الأجيال القادمة لفهم وتقدير أهمية الأرصاد الجوية ودورها المهم في مختلف المجالات". وأضاف: "نثق أن هذا الطابع سيشكل إضافة قيمة للطوابع التذكارية التي ندشنها لتنبض بإرث وتاريخ عُمان وترسم لوحات خالدة لأهم المحطات والإنجازات التي تتحقق كل يوم في ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه وبما يتماشى مع رؤية عُمان 2040".
وتُعد سلطنة عُمان من الدول الرائدة إقليميًا في مجال الأرصاد الجوية، حيث بدأت خدمات الرصد منذ ما قبل عام 1900، بإنشاء أول محطة للرصد الجوي في مسقط عام 1893. وشهد هذا القطاع تطورًا متسارعًا منذ افتتاح مطار السيب الدولي عام 1973، ليتم لاحقًا تأسيس المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة، والذي بدأ تشغيله رسميًا في عام 2011 ويُعد الأول من نوعه في المنطقة.
وقد أسهم انضمام السلطنة إلى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تعزيز قدراتها الفنية والبشرية من خلال تبادل الخبرات والبيانات مع الدول الأعضاء، والمشاركة في الأبحاث والمبادرات الدولية ذات الصلة بالمناخ والتغيرات البيئية، والاستفادة من أحدث التقنيات والممارسات العالمية، ما انعكس بشكل مباشر على دقة التنبؤات الجوية ورفع مستوى الجاهزية في التعامل مع الظواهر الطبيعية.
ومن أبرز الإنجازات في هذا المجال، تشغيل المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة في عام 2015، والذي أصبح ركيزة أساسية لمراقبة الظواهر الجوية، وتحليل المخاطر الطبيعية، وإصدار التحذيرات الدقيقة للمجتمع والجهات المعنية. ويضم المركز اليوم شبكة واسعة من البُنى التحتية المتقدمة، تشمل 80 محطة للرصد الجوي، و 5 رادارات متخصصة لمراقبة الطقس، بالإضافة إلى محطتين من نوع "راديوسوند" لقياس خصائص الغلاف الجوي، و 8 محطات لقياس سطح البحر، إلى جانب نماذج عددية عالية الدقة، وتقنيات حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والتنبؤ بالظواهر الجوية بدقة وفعالية.
كما يُعد مركز الامتياز لتطبيقات الأقمار الاصطناعية في مسقط، الذي أُسس عام 2006، أحد أهم المبادرات الوطنية في هذا المجال، حيث يُصنف كأحد 14 مركزًا عالميًا معتمدًا من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ويؤدي المركز دورًا إقليميًا مهمًا في تدريب المختصين من مناطق الشرق الأوسط وغرب آسيا وشمال أفريقيا، معتمدًا على تقنيات متقدمة في تحليل صور الأقمار الاصطناعية، وتتبع التغيرات المناخية والبيئية، وتطوير نماذج التنبؤ المحلي.
كما تمتلك هيئة الطيران المدني كفاءات وطنية أثبتت حضورها في المستويات الإقليمية والدولية في مجال الأرصاد الجوية، حيث تم تعيين مدير عام المديرية العامة للأرصاد الجوية بهيئة الطيران المدني - رئيسًا للاتحاد الآسيوي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وعضوًا في المجلس التنفيذي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لعام 2024م. كما تم اختيار مدير دائرة البحوث والتطوير عضوًا في الفريق الوطني التفاوضي لتغير المناخ، وتعيين مدير دائرة التنبؤات ونظام الإنذار المبكر عضوًا في مجموعة العمل الدولية الخاصة بأمواج تسونامي في المحيط الهندي وغرب آسيا. إضافةً إلى تعيين خبير الأقمار الاصطناعية رئيسًا لمركز الامتياز الدولي التاسع للأقمار الاصطناعية.
ويمثل هذا الطابع التذكاري توثيقًا بصريًا لتاريخ الأرصاد الجوية العُمانية، ورسالة رمزية تجسّد حرص سلطنة عُمان على حفظ ذاكرة إنجازاتها الوطنية في هذا القطاع، وإبراز مساهماتها الإيجابية في دعم جهود المجتمع الدولي لحماية البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية.