تحت شعار "الدفع بالابتكار لـتطويــر الطيران العالمي" تشارك سلطنة عمان ممثلة بهيئة الطيران المدني الاحتفاء بيوم الطيران المدني الدولي والذي يأتي في السابع من ديسمبر من كل عام، حيث تم تحديد "اليوم الدولي للطيران المدني" في عام 1994 والذي يوافق الذكرى السنوية الخمسين لتوقيع اتفاقية شيكاغو عام 1944م لإرساء التعاون في مجال النقل الجوي بين الدول. وفي عام 1996، وبـمبادرة من الإيكاو ومساعدة من الحكومة الكندية، أقرَّت الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمياً يوم 7 ديسمبر "يوماً دولياً للطيران المدني" في منظومة الأمم المتحدة.

وقد تم اعتماد هذا الشعار من قبل المنظمة العالمية للطيران المدني (الإيكاو) للفترة (2019م وحتى نهاية 2023م) حيث يقوم مجلس الإيكاو بتحديد الشعار مرّة كل خمس سنوات بالتزامن مع مناسبات الذكرى السنوية للإيكاو. ويأتي هذا اليوم بهدف المساعدة على إذكاء وتعزيز الوعي العالمي بأهمية الطيران المدني الدولي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول والدور المتميِّز الذي تضطلع به الإيكاو لمساعدة الــــدول على التعاون وإقامة شبكة عبور سريعـــة في جميع أنحاء العالم خدمــةً لمصالح البشرية جمعاء.

وبهذه المناسبة، أكد سعادة المهندس/ نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني في كلمته خلال الحفل الذي نظمته الهيئة اليوم بحضور قادة قطاع الطيران المدني والشركاء الإستراتيجيين والشركات العاملة في هذا القطاع الحيوي على الدور الذي تقوم به سلطنة عمان ممثلة بالهيئة لتحقيق الأهداف التنموية التي وضعتها منظمة الإيكاو للارتقاء بمستوى الطيران المدني على المستويين الإقليمي والدولي، وحرص الهيئة على دعم الإستراتيجيات والنهج التي تتبعها المنظمة في مجال سلامة وأمن الطيران المدني وحماية البيئة والتنمية المستدامة للنقل الجوي بما يكفل تصعيد النمو الاقتصادي الوطني في المستقبل والاستثمار في مختلف مجالات القطاع، ولجعل عمان رائدة في صناعة الطيران المدني ضمن بلوغ أسمى مستويات الإنتاجية مع وجود البنى الأساسية من حيث المرافق المتطورة والتقنيات الحديثة والكوادر الوطنية المؤهلة والمُجيدة؛ ليكون بذلك داعماً للدور الإنمائي الذي تقوم به القطاعات الاقتصادية بالسلطنة.

كما تم خلال الحفل تكريم الفريق المشترك لتعافي عمليات الطيران CATFOR على مساهمتهم الفاعلة وجهودهم التي بذلوها خلال جائحة كوفيد-19 في التغلب على آثارها التي واجهها قطاع الطيران.

جاء تشكيل هذا الفريق المكون من كافة مكونات قطاع الطيران المدني بقيادة الهيئة ووزارة الصحة وشرطة عمان السلطانية وبمشاركة فعالة من كل من وزارة التراث والسياحة وقطاع الإيواء والإغاثة في 10 مايو 2020م لغرض وضع إطار عمل يحقق التنسيق الفعال بين القطاعات والمؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية ذات الصلة من أجل استمرار عمليات قطاع الطيران المدني في سلطنة عُمان في ظل انتشار الجائحة وفق التشريعات الوطنية والبرامج والخطط المتوافقة مع القواعد القياسية والتوصيات الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي واتخاذ ما يلزم لتعافي القطاع من آثار الجائحة.

ومن أبرز ما حققه الفريق:

- ابتكار وتطبيق منظومة عمل وفق مبادئ توجيهية فعالة حققت استمرار أنشطة الطيران في سلطنة عمان بآلية منسجمة بين كافة الجهات.

- تعافي عمليات الطيران إلى مستوى بلغ إلى حد الآن 90% من حجمها قبل الجائحة مع الحفاظ على الإجراءات الصحية اللازمة خلال الجائحة.

- جاءت سلطنة عمان في المستوى الأول مع 3 دول من إقليم الشرق الأوسط بعد أن حققت نسبة تطبيق بلغت 100% لتوصيات منظمة الطيران المدني للتعامل مع الجائحة.

- تحقيق هدف عدم انقطاع نقل الإمدادات الطبية والبضائع والركاب مع الحفاظ على تدفق منظم يتسم بالسلامة لحركة الطيران في المجال الجوي والمطارات العمانية.

- المساهمة في تخفيف الآثار المالية والتشغيلية للجائحة على قطاع الطيران إلى أدنى حد ممكن.

وشملت أعمال الفريق وضع أحكام مؤقتة تنظم استمرار صلاحية رخص العاملين في قطاع الطيران وتراخيص المطارات والجدارة الجوية للطائرات مع تطبيق إجراءات الصحة والسلامة في أنشطة خدمات الملاحة الجوية ومناولة المسافرين وعلى متن الطائرات والشحن الجوي والتفتيش وقد اختتم الفريق أنشطته في 30 أغسطس 2022م.

إلى جانب ذلك، تم تدشين برنامج نمو والذي يهدف لتطوير الإستراتيجية الوطنية للطيران المدني 2040 بما يدعم مواءمتها لأهداف رؤية عُمان 2040 والتخطيط التكاملي بين مكونات القطاع لرفع مستوى الكفاءة التشغيلية والجودة ونمو الحركة.

تجدر الإشارة إلى أن موقع سلطنة عمان- البوابة الشرقية لعالمنا العربي – يسهم بشكل فعال في ربط الرحلات الجوية بين الشرق والغرب، وأن ما تمتلكه عمان اليوم من بنية أساسية متكاملة للمطارات ومنظومة متطورة للملاحة الجوية يؤهلها في لعب دورها المتميز في قطاع الطيران المدني ، فأجواء سلطنة عمان تعد معبراً هاماً للخطوط الجوية الرئيسية والحيوية في العالم والتي تسلكها حركة نقل جوي ذات كثافة عالية تصل قرابة مليون طائرة سنويًا، كما تحرص على تسخير كافة إمكانياتها لتوفير أقصى معايير سلامة ملاحتها في المجال الجوي العماني بكل إنسيابية، وتسعى دائماً إلى تذليل العقبات من خلال إنجاح خطط الطوارئ والإستجابة للمتغيرات الفنية والجيوسياسية الإقليمية والدولية بشكل محترف، أكسبنا مزيداً من الثقة والإشادة، حيث يعمل مركز مسقط للمراقبة الجوية بكفاءات وطنية وبتقنيات عالية المستوى تعتبر الأحدث والأفضل عالمياً.

حيث تشير آخر الاحصائيات إلى النمو المتواصل في الحركة الجوية بمختلف مطارات سلطنة عمان حيث بلغت حركة الطائرات القادمة والمغادرة منذ بداية العام وحتى أكتوبر 2022م 72,003 طائرة وبنسبة زيادة 73% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، كما بلغت حركة المسافرين منذ بداية العام حتى نهاية شهر أكتوبر 2022م  7,824,103 وبنسبة زيادة 116.6% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بالنسبة لحركة الشحن وصلت منذ بداية العام وحتى نهاية شهر أكتوبر 2022م إلى 120,788 طن وبنسبة زيادة 32.5% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الفائت.
 

ومن الجدير بالذكر، أن سلطنة عمان تعد عضوًا بارزًا في منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) منذ انضمامها عام 1973م،  حيث تسعى جاهدة للمشاركة والمساهمة الفاعلة بمعية الدول الأعضاء نحو الدفع بمسيرة الطيران المدني الدولي نحو الرقي والازدهار، حيث أن قطاع الطيران المدني يمثل رافداً هاماً لا غنى عنه في التنمية الشاملة لكافة دول العالم قصد تعزيز التواصل الحضاري والاجتماعي بين شعوب العالم، لذلك تواصل  السلطنة دعم واستضافة العديد من الأنشطة والبرامج الإقليمية والعالمية، وتكثيف الجهود في سبيل تحقيق مبادرات الإيكاو والتي تتمثل في تحقيق أعلى مستويات تطبيق المبادئ المتفق عليها.